القائمة الرئيسية

الصفحات

هااام...كيف تحول الشعوب الى عبيد فاقدي الاهلية طوعا؟؟؟؟ منظومة الاستعباد الحديثة؟؟؟


قال جون فرنسوابريون: يستند تفاؤلي على يقين بأن هذه الحضارة ستنهار،وتشاؤمي من كل ماتفعل لجرنا معها الى هده الهاوية وقال ويليام شكيبر ياله من زمن عصيب هدا الدي يقود فيه بلهاء جماعة من العميان  العبودية الحديثة هي عبودية طوعية يقبلها هدا الحشد الهائل من العبيد الزاحفين فوق هدا الكوكب انهم يشترون بانفسهم كل هده السلع التي تزيد في استعبادهم اكثر،ويجرون على طواعية منهم خلف عمل اكثر استرقاقا،والدي يمنح لهم ادا كانوا عقلاء بما فيه الكفاية.انهم يختارون بانفسهم اسيادهم الدين سوف يطيعون. وحتى يتم انشاء هده الماساة العبثية كان من اللازم ازالة كل احساس او شعور بالاستغلال او الاستعباد لدى اعضاء هده الطبقة المستعبدة. هده هي الحداثة الغريبة لعصرنا.على عكس العبيد في العصور القديمة ، والأقنان في القرون الوسطى أو العمال خلال الثورة الصناعية الأولى ، نحن الآن امام طبقة خاضعة كليا لفئة ولكن تجهل دلك أو بالأحرى لا تريد ان تعرف دلك...وتجهل بالتالي معنى التمرد الدي يجب أن يكون الرد الوحيد الشرعي ضد الاستغلال.... انهم يقبلون بدون اي اعتراض الحياة البائسة التي انشئت لهم.تنازلهم عن حقوقهم و قبولهم لحالتهم هما مصدر بؤسهم.هدا هو كابوس العبيد المعاصرين الدين لا يطمحون في النهاية الا الانغماس اكثر في هدا الرقص المروع لنظام الاستعباد. منظومة القمع تم تحديثها عبر توسيع نطاق كل اشكال الخداع التي يمكنها ان تحجب وضعيتنا كعبيد.عرض الواقع كما هو في الحقيقة وليس كمايتم تقديمه من قبل السلطات هو الجريمة الكبرى....  التهيئة الترابية و السكن  التخطيط العمراني هو الاستيلاء على البيئة الطبيعية والبشرية من قبل الرأسمالية،الدي يتطورمنطقيا إلى ان يصبح هيمنة مطلقة.ويمكنها الان بل من الواجب على الراسمالية ان تغير الفضاء بكليته كانه ملك لها. وهم يبنون عالمهم بقوة عملهم الاسترقاقي ، ليصبح ديكور هدا العالم السجن الدي يلزمهم العيش داخله.عالم دنئ،بدون مداق ولا رائحة،والدي يحمل في جوفه بؤس نمط الانتاج السائد.هدا الديكور السجن هو في ديمومة بناء لا تنتهي.لا شئ فيه تابث.هدا التغيير المستمر في الفضاء المحيط بنا يجد تفسيره في ارادة محو معمم للداكرة وخلق اللاامان اللدان يجب ان يعيش فيهما الساكنة.فيجب اعادة بناء كل شئ على صورة النظام السائد: يصبح العالم كل يوم اكثر اتساخا و ضجيجا مثل مصنع. كل قطعة من هدا العالم هي ملك لدولة او فرد معين .هدا السطو الاجتماعي المتمثل في الاستحواد الحصري على كل شبر ترابي يتجسد في انتشارالجدران و الاسوار والحواجز والحدود.....انها دليل ظاهر على هدا التفريق والفصل الدي يغزو كل شئ ولكن بتوازي مع دلك، الهدف الاكبر لعصرنا البئيس هدا هو توحيد الفضاء حسب مصالح ثقافة السوق،العالم يجب ان يصبح طريقا سيارا ضخما،معقلنا الى اقصى حد،لتسهيل حركة البضائع. لا بد من تدمير أي عقبة ، طبيعية كانت أوبشرية...الماوي التي تكدست فيها هده الكتل المستعبدة هي على صورة حياتهم: انها تشبه اقفاص وسجون وكهوف ولكن على عكس السجناء و العبيد القدامى فمستغل هدا العصر يدفع اجر سجنه ...لانه ليس الانسان بل العالم الدي اصبح شادا وغير طبيعي.  البضاعة  رأس المال،كارل ماركس: مصطلح بضاعة يظهر في الوهلة الاولى شيئا تافها يفهم معناه من تلقاء نفسه.تحليلنا أظهر على العكس بانه شيء جد معقد يحمل بين تناياه العديد من الاشارات الميتافيزيقية الخفية والمراوغات اللاهوتية وهكدا ففي هدا المسكن الضيق والكئيب يراكم القن الحديث البضائع الجديدة التي حسب رسائل الاشهارالمنشورة في كل مكان سوف تجلب له السعادة والاكتفاء،ولكن كلما زاد في تراكم هده البضائع كلما اصبح احتمال حصوله على هده السعادة بعيدا. ما يفيد الانسان ان يحصل على كل شئ ادا فقد روحه  البضاعة،مصطلح ايديولوجي جوهريا،تسلب عمل من انتجها وحياة من يستهلكها.في النظام الاقتصادي السائد ، لم يعد الطلب هو الدي يحدد العرض بل العكس تماما،العرض هو الدي يحدد الطلب.وهكذا ، بشكل دوري ، يتم إنشاء حاجيات جديدة تعتبر بسرعة احتياجات حيوية و من الضروريات الاولية من قبل الغالبية العظمى من السكان: في البداية كانت الإذاعة ، ثم السيارة فالتلفزيون ثم الكمبيوتر والهاتف النقال الآن.كل هذه السلع التي يتم توزيعها على نطاق واسع وفي فترة زمنية محدودة جدا ، تغير بعمق العلاقات الإنسانية:ويتم استخدامها من جهة لعزل الناس عن بعضهم البعض وتفريقهم، ومن جهة اخرى لنشر رسائل و ايديولوجيا النظام السائد. الاشياء التي كنا نملك نصبح في نهاية المطاف ملكا لها...  مأساة الغداء في العصر الحديث نجد ان فلان المدة الزمنية التي يعد فيها طعامه محدودة جدا،فانه يفرض عليه ان يبلع بسرعة ما تنتجه الصناعة الكيميو زراعية.انه يتسكع داخل اسواق سوبر ماركت باحثا عن بدائل اغدية مما وافق مجتمع الوفرة الكادبة ان يمنحه له.هنا ايضاليس له سوى وهم الاختيار،الوفرة الظاهرية للمواد الغذائية تحجب فقط تدهور قيمتها الغدائية ومدى الغش الدي اصابها.فهده المنتوجات ليست سوى تلك المكونات المغيرة جينيا،و مزيج من الأصباغ والمواد الحافظة والمبيدات والهرمونات وغيرها من اختراعات الحداثة...المتعة الفورية الانية اصبحت هي قاعدة نمط الاستهلاك السائد,وها نحن نعيش عواقب ونتائج هده الطريقة في الاستهلاك..ولا يعلم غالبيتنا ان العديد من هذه المنتجات ان لم تكن جميعها تدخل ضمن حروب الابادة والامراض وتحديد النسل وانهاك صحة المواطن..والادهى والامر هي حرب الغذاء القادمة...حيث ابتعد الانسان عن انتاج مواده الغذائية الطبيعية مع ندرة الغذاء في العالم...منهج مدروس بحنكة ممن يقودون العالم وراء الستار.. . تدمير البيئة  "انه لشئ محزن ان لايستمع الانسان لحديت الطبيعة" فيكتور هيجو. نهب موارد الكوكب،والانتاج الضخم للطاقة و البضائع،وبقايا ونفايات الاستهلاك الاسرافي والمتباهي،يقلل بدرجة كبيرة من احتمال البقاء على الوجود لكوكبنا وللمخلوقات التي تعيش داخله.ولكن لاعطاء الحرية المطلقة للرأسمالية المتوحشة، فلا يجب ان يتوقف الانتاج . وهكدا فاليوم نفس هؤلاء الملوثون الكبار هم من يقدم نفسه كمنقدين محتملين للكوكب.فهؤلاء بلهاء الشوبيز الممولين من طرف كبريات الشركات المتعددة الجنسية يحاولون اقناعنا بان تغيير بسيط في نمط عاداتنا في الحياة كفيل بان ينقد الارض من الكارثة.وفي الوقت الدي يشعروننا بالذنب،يستمرون في تلويث بيئتنا و عقولنا.فهذه الاطروحات الايكولوجية المزعومة الفقيرة يتم استعارتها من طرف السياسيين الفاسدين الدين تنقصهم الشعارات الاشهارية.لكنهم يحرصون على عدم اقتراح تغيير جذري في نظام الإنتاج.فما يدعون له مصاصو الدماء هؤلاء، كما هو الحال دائما، تغيير بعض التفاصيل ليبقى كل شئ على ما هو عليه.  العــــــــــــــــمل العمل بالفرنسية travail مشتق من اليونانية Tri Palium التي تشير الى اداة قديمة للتعذيب.  وللولوج لدائرة الاستهلاك الجنوني، فالعبيد يحتاجون للمال،وللحصول على المال،هم بحاجة الى عمل أي بيع أنفسهم .فالنظام المهيمن جعل من العمل قيمته الاساسية. وبالتالي فالعبيد مجبرون على العمل أكثر باستمرار لأداء بالسلف حياتهم البئيسة.انهم ينهكون في عملهم،يفقدون الجزء الاكبر من قوتهم الحيوية،ويتحملون أسوأ الاهانات.انهم يقضون كل حياتهم في عمل ممل و متعب لصالح البعض. اختراع البطالة الحديثة كان هدفه الاساسي اخافتهم وجعلهم يشكرون دون توقف النظام الدي يعاملهم بكرم.مادا بوسعهم فعله دون هدا التعذيب المسمى عمل؟وعلى العكس فهده الانشطة الرقية هي ما يسمونه تحررا.ياله من انحطاط وياله من بؤس. دائما في عجلة من أمرهم بسبب عداد الوقت أو السوط،كل حركة من حركات العبيد يتم حسابها ودلك لمزيد من الانتاجية.التنظيم العلمي للعمل يمثل جوهر سلب العمال منتوج عملهم من جهة و كل الوقت الدي يقضونه في العمل الاوطوماتيكي لانتاج السلع والخدمات.دور العامل يشبه دور الة في مصنع،أو حاسوب في مكتب.فالوقت المؤدى عنه يذهب بدون عودة....وهكدا فكل عامل يتم تخصيصه لمهمة متكررة،فكرية كانت أو بدنية.فهو متخصص في مجاله الانتاجي.وهدا التخصيص ينتشر على مستوى كل المعمورة في اطار مايسمى بالتقسيم العالمي للعمل. التصميم يتم في الغرب والانتاج في اسيا والموت في افريقيا.  استعمار كل قطاعات الحياة الانسانية  الإنسانية باسرها يتم تكييفها على السلوك الإنتاجي.  يقوم تنظيم العمل بتكييف الإنسان على السلوك الإنتاجي، ويتبع هدا السلوك الإنسان أنى حل و ارتحل. العبيد الجدد بإمكانهم الاكتفاء بالاستعباد داخل رقعة العمل، لكن وبسبب أن نظام الإنتاج استعمر كل قطاعات الحياة،فان العبد الجديد يضيع أوقاته في ممارسة هواياته و اللهو والترفيه و العطل المنظمة...لا تفلت أي لحظة من حياته اليومية من قبضة مراقبة النظام السائد..كل لحظة من حياته استعمرت.انه عبد على الدوام.  الطب التجاري  التدهور المتواصل لبيئته،للهواء الذي يستنشق ،للغداء الذي يستهلك، الإرهاق تحت وطأة ظروف عمله،كل ما يتعلق بحياته الاجتماعية المستعمرة، هي أسباب الأمراض و العلل المعاصرة للعبد الجديد. انه مريض بسبب وضعيته الاستعبادية، ولا يوجد أي طب يمكنه معالجة مرضه هدا. فقط تحرره الكامل من وضعية الرق التي يعيشها كفيل بتحريره من معاناته. الطب الحديث لايعرف إلا بلسما وحيدا لأمراض العبيد الجدد: البتر والقطع والجدع....تتم معالجة مرضى الطب التجاري على أساس جراحي أو مضادات حيوية أو معالجة كيماوية.فالطب التجاري يعالج الأعراض فقط ولا يلتفت البتة لأسباب المرض.وهدا مفهوم أكثر من تفسيره: لان البحث عن الأسباب الحقيقية سيؤدي حثما إلى إدانة نظام الاستعباد المسيطر و بالتالي الوقوع في المحظور. فكما أن النظام حول كل تفاصيل العالم إلى مجرد بضاعة ،فانه جعل من جسدنا أيضا بضاعة، موضوع دراسة و تجارب لمتدربي سحر الطب التجاري، وفار تجارب لعلوم الحياة الجزيئية . فأسياد العالم محتاجون لكل هدا من اجل تسجيل الأحياء كعلامات تجارية محفوظة. فمعرفة التسلسل الكامل للحمض النووي لمورثات الإنسان و حل الشفرة الجينية البشرية هو الحلقة المفقودة لإستراتجية الاستحواذ النهائي و الهيمنة التامة على الجنس البشري من طرف أسياد العالم. وهكذا فجسدنا أيضا ،بعد كل الأشياء الأخرى، أصبح ملكا لهم.  الطاعة كطبيعة و غريزة ثانية  من علم النفس..من كثرة طاعة الأوامر،نحصل على ردود فعل استسلامية.  أحسن ما يملك الإنسان يفلت من يده، ورغم دلك فانه يستمر لأنه أصبح معتادا على الطاعة.الطاعة أصبحت غريزته الثانية.الطاعة والإنتاج و الاستهلاك ،هده هي التلاتية التي تستحوذ على حياته.انه يطيع والديه،ثم اساتدته،فأرباب عمله،فأسياده وتجاره...انه يطيع القوانين و السلطة. انه يطيع كل أنواع السلطة و الحكم لأنه يجهل فعل أي شئ آخر غير دلك. العصيان و التمرد يخيفه أكثر من أي شئ آخر .لان العصيان في إدراكه عقوق ،يمثل لديه مخاطرة ومغامرة و تغيير.و كما أن الطفل يفزع عندما لا تبصر عيناه والديه،فان العبد الجديد يشعر بالضياع و يتوه بدون النظام الاستعبادي الذي أنتجه.ولهدا يستمر في طاعة تعبدية عمياء. انه الخوف الذي جعل منا عبيدا و يبقينا و يرعانا على هده الوضعية.ننحني أمام أسياد العالم، نرضى بحياة الذل و الهوان والبؤس بسبب الخشية. بيد أننا لدينا ميزة قوة العدد في مقابل هده الأقلية التي تحكمنا.قوتهم هم لايستمدونها من بوليسهم و شرطتهم بل من استكانتنا وقبولنا لوضعيتنا الذليلة. ونبرر جبننا و خستنا أمام المواجهة المشروعة ضد القوى التي تضطهدنا بخطاب ملئ بالإنسانية المهذبة : خطاب وعظي ...الرفض القاطع للعنف الثوري مثبت في عقول أولئك الذين يعارضون النظام باسم القيم التي لقنها لهم و كيفهم عليها هدا النظام نفسه.لكن هدا النظام لا يتردد في استعمال العنف عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على امتيازاته في السيطرة و الهيمنة.  القمع و المراقبة : المظلة السحرية لنظام الاستعباد تحت حكم يسجن ظلما،مكان الانسان السليم هو ايضا في السجن.  ورغم ما جاء اعلاه ، يوجد افراد أحرار يفلتون من استعباد الضمائر.لكنهم يوجدون تحت المراقبة. كل شكل من الثورة او المقاومة يتم اعتباره نشاطا شادا او ارهابيا. الحرية مكفولة فقط لمن يدافع على حتمية النظام التجاري.و المعارضة الحقيقية لهدا النظام تدخل فيما يسميه النظام اللاشرعي ، تعمل في الخفاء.وتواجه بكل اشكال القمع الممكنة.و صمت أغلبية العبيد الجدد أمام هدا القمع يجد تبريره في التمويه الاعلامي و السياسي الدي ينكر وجود أزمة في واقع المجتمع .  الاله الجديد : المال ما كان يعمل من قبل في حب الله، أصبح الآن يعمل في حب المال. أي ما يمنح اليوم الإحساس بالنفوذ و الوليجة الحسنة.  ومثل مضطهدي و مظلومي الماضي ، فالعبد الجديد يحتاج إلى صوفيته و إلهه لتخدير العذاب الذي يشعر به و الألم الذي يثقل كاهله.ولكن اله العبيد الجدد الذي يمنحونه روحهم ليس إلا عدما،قطعة من ورق، سلسلة رقمية ليس لها من معنى إلا لان الجميع قرر أن يعطيها داك المعنى. من اجل هدا الإله الجديد، يدرس العبد الجديد و يعمل ويتحارب و يبيع نفسه.و من اجل هدا الإله الجديد ، فرط في كل قيمه الإنسانية و مستعد أن يفعل أي شئ ...انه يؤمن بأنه ادا حصل على كمية اكبر من المال النقدي فسيتحرر من كل الاكراهات التي تسجنه.كما لو أن امتلاك الأموال يعادل الحرية. التحرر هو زهد يأتي من السيطرة على النفس.انه مقصد و رغبة و قوة إرادة في الأفعال.انه في الكينونة وليس في المال.و من اجل التحرر يجب التصميم و العزم على العصيان و القطيعة مع عادة و قاعدة العبودية التي لا يجرأ احد على الإشارة لها. والحالة هده، فان العبيد الجدد مقتنعون بأنه لا وجود لخيار آخر عن النظام العالمي السائد.لقد استسلموا لهدا الوضع لأنهم يعتقدون بأنه لا وجود لبديل عنه. وهنا تكمن قوة نظام الهيمنة الحالية:نشر و رعاية وهم بان هدا النظام الذي استعمر كل العالم هو نهاية التاريخ.لقد أقنع الطبقة المهيمن عليها بأن التكيف و التلاؤم مع أيديولوجيته هو تكيف مع الواقع كما هو فعلا وكما كان دائما. الحلم بعالم آخر أصبح جريمة مدانة بالإجماع من طرف كل وسائل الإعلام و كل الأنظمة.المجرم عندهم هو في حقيقة الحال دلك الذي يساهم، بنية أو بدونها، في فضح خلل المنظومة الاجتماعية المهيمنة.ولا يوجد جنون أكثر من جنون النظام الاستعبادي المسيطر.  صنم الصورة "وما يعبدون الا اصناما وما يعبدون الا شيطانا مريداً" وإلا فليكن معلوما لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته. العهد القديم  أمام كآبة الواقع المنشأ، يقوم النظام المهيمن بغزو مجموع وجدان العبيد الجدد.وهكذا قبل عصا القمع النظامي تقوم مؤسسة الردع بتربية العبيد الجدد مند الصغر. عليهم نسيان وضعهم الاستعبادي، وسجنهم وواقعهم البئيس.فهم يقضون معظم وقتهم الثالث أمام الشاشة التي ترافقهم طيلة حياتهم اليومية. يخادعون بؤس واقعهم ببريق صورة حياة حالمة مصطنعة بالأموال، والأمجاد و المغامرة. لكن أحلامهم هده أيضا تزيد في غمهم و كابتهم. توجد صور من اجل الكل و في كل مكان.تحمل في طياتها الرسالة الأيديولوجية لنظام الهيمنة السائد في المجتمع الحداثي، تستغل كوسيلة للتوحيد و الدعاية.تكثر و تنمو عددا و كيفا كلما اغتصبت حياة الإنسان.و الطفل هو أول من تستهدفه هده الصور، لان الغاية هي القضاء على الحرية في مهدها.فيربون على الغباء و وأد غريزة النقد و التفكير لديهم.و يتم هدا طبعا بتواطؤ الآباء الدين لا يحاولون مقاومة مد وسائل الاتصال الحديثة.إنهم يشترون بأنفسهم تلك السلع التي تزيد في استرقاق ذريتهم.و يتخلون عن تربية أبنائهم لصالح نظام البلاهة و الرداءة. توجد صور لكل الأعمار و كل الطبقات الاجتماعية. والعبيد الجدد يخلطون بين هده الصور و بين الثقافة بل حتى بين الفنون. يتم استغلال كل الغرائز حتى الوضيع منها لترويج و صرف مخزون السلع.و هنا أيضا فالمرأة، المستعبدة ضعفين،هي من يؤدي الثمن النفيس.فهي ليست إلا سلعة استهلاكية بخسة القيمة.حتى الثورة أصبحت صورة تباع لتفريغها من محتواها التدميري على النظام السائد.فالصورة اليوم أصبحت الوسيلة الأيسر و الأكثر فعالية للتواصل. يتم بها خلق نماذج و أنماط، نشر الغباوة و البلاهة بين الجموع البشرية، يكذب عليهم طيلة الوقت،يعمم اليأس و الإحباط بينهم. يتم نشر الأيديولوجية التجارية بواسطة الصورة لأنه يوجد هدف وحيد دائما هو :بيع منتوجات أو أنماط حياة، سلوكيات أو سلع، لا يهم ما يباع ولكن يهم البيع في حد ذاته.  الإلهاء و التسلية أفيون العبيد الجدد التلفزيون يصيب بالغباء من يشاهدها لا من يصنعها.  العبيد الجدد المساكين يتسلون أيضا، لكن تسليتهم ليست إلا الهاء عن مرارة بؤس واقعهم. لقد تركوا حياتهم أن يفعل بها ما يراد و يحاولون اصطناع الاعتزاز بها. يحاولون إظهار رضاهم عنها ولكن بدون جدوى إقناع لأحد.فهم لا يستطيعون حتى خداع أنفسهم أمام بريق مرآة واقعهم الكئيب.و لهذا يضيعون أوقاتهم في مشاهدة بلهاء و أغبياء يدعون إضحاكهم أو إطرابهم، إسعادهم أو إبكاءهم. يومأ عبر الرياضات الواسعة الانتشار إلى النصر و الفشل، إلى النجاح و القوة التي افتقدها العبيد الجدد في واقع معاشهم.فالحرمان و الكبت المسيطر في واقعهم يدفعهم إلى عيش مثالياتهم بالإنابة أمام شاشتهم السحرية.في حين كان أباطرة روما القديمة يشترون استسلام شعوبهم بالخبز و ألعاب السيرك، فاليوم بواسطة وسائل التسلية والإلهاء الرديئة واستهلاك الفراغ يتم شراء سكوت العبيد الجدد.  سلطة اللغة و اللسان نحسب أننا نتحكم في الكلمات، لكن الكلمات هي من يتحكم فينا.  الهيمنة على الضمائر تمر عبر الاستعمال المدنس و الفاسد للألفاظ من طرف الطبقة المسيطرة اقتصاديا و اجتماعيا.و لأنه يسيطر على كل وسائل الاتصال فان النظام يقوم بالدعاية للأيديولوجية التجارية عبر التعاريف الجامدة و الجزئية و الانحيازية التي يعطيها للكلمات و الألفاظ. الكلمات يتم عرضها على أنها محايدة و معانيها من ذاتها.و لكن تحت سيطرة النظام ن فاللغة تشير إلى شئ آخر غير واقع الحياة. هي قبل كل شئ لغة ادعان و عجز،ولغة القبول و التسليم السلبي بالأشياء كما هي عليه و كما يجب أن تبقى عليه.فالكلمات تخدم التنظيم المسيطر على الحياة،و مجرد استعمالنا للغة النظام يحتم علينا العجز و الادعان. فقضية اللغة هي محور الصراع من اجل التحرر الإنساني.إنها ليست شكلا إضافيا لأشكال الهيمنة الأخرى ،بل هي قلب المشروع الاستعبادي للنظام التجاري الشمولي المسيطر. إن إمكانية التغيير الجدري تبدأ بتحقيق استقلال لغوي أي امتلاك وسيلة تواصل فعلي بين الناس.ولهدا فالمشروع الثوري يلتقي بالمشروع الشاعري.في الغليان الشعبي،يستعاد امتلاك اللغة من طرف مجموعات بشرية واسعة.والعفوية الخلاقة تجتاح الكل،و توحدنا جميعا.  وهم الاقتراع الانتخابي و الديمقراطية النيابية التصويت يعني الاستسلام والتسليم.  بيد أن العبيد الجدد لازالوا يحسبون أنفسهم مواطنين.فهم يعتقدون أنهم يختارون و يقررون من يدير شؤونهم.كما لو أنهم لازالوا يملكون خيارهم.وهم في الواقع لا يملكون إلا وهم خيارهم.فهل تعتقدون انه يوجد فرق مثلا بين الحزب الاشتراكي و الحركة الشعبية في فرنسا أو الديمقراطيين و الجمهوريين في أمريكا أو العمال و المحافظين في بريطانيا او الليبراليين والاسلاميين في بلداننا؟؟؟؟....فلا توجد معارضة لان كل الأحزاب المسيطرة تتفق على الأمر الأساسي و الجوهري وهو الحفاظ على النظام السائد.فلا يوجد حزب سياسي يمكنه الوصول إلى الحكم ليغير المبدأ و العقيدة التجارية الشمولية. و تلك الأحزاب المرضي عليها هي من يسيطر على المشهد و الواجهة بتواطؤ من وسائل الإعلام. فهي تتشاجر و تتخاصم حول مواضيع ثانوية دون المساس بالمقدس المؤسس له من طرف النظام المهيمن.و تتنافس هده الأحزاب على المقاعد التي سيمنحها لهم نظام البرلمانية التجاري.و هدا التنافس و المناكشة يتم عرضها على جميع وسائل الإعلام لتخفي المناظرة الحقيقية حول نوع المجتمع الذي نريد اختيار العيش في كنفه. التفاهة و المظهر يطغيان على عمق المواجهة الفكرية.كل هدا لا يشبه عن قريب أو عن بعد ما يسمى ديمقراطية...فالديمقراطية الحقيقية هي مشاركة وازنة لكل المواطنين في إدارة شؤون المدينة ... لكن كل ما يتم ماهو الا... منهج منظومة العبودية الحديثة...

قال جون فرنسوابريون:
يستند تفاؤلي على يقين بأن هذه الحضارة ستنهار،وتشاؤمي من كل ماتفعل لجرنا معها الى هده الهاوية
وقال ويليام شكيبر
ياله من زمن عصيب هدا الدي يقود فيه بلهاء جماعة من العميان

العبودية الحديثة هي عبودية طوعية يقبلها هدا الحشد الهائل من العبيد الزاحفين فوق هدا الكوكب
انهم يشترون بانفسهم كل هده السلع التي تزيد في استعبادهم اكثر،ويجرون على طواعية منهم خلف عمل اكثر استرقاقا،والدي يمنح لهم ادا كانوا عقلاء بما فيه الكفاية.انهم يختارون بانفسهم اسيادهم الدين سوف يطيعون.
وحتى يتم انشاء هده الماساة العبثية كان من اللازم ازالة كل احساس او شعور بالاستغلال او الاستعباد لدى اعضاء هده الطبقة المستعبدة. هده هي الحداثة الغريبة لعصرنا.على عكس العبيد في العصور القديمة ، والأقنان في القرون الوسطى أو العمال خلال الثورة الصناعية الأولى ، نحن الآن امام طبقة خاضعة كليا لفئة ولكن تجهل دلك أو بالأحرى لا تريد ان تعرف دلك...وتجهل بالتالي معنى التمرد الدي يجب أن يكون الرد الوحيد الشرعي ضد الاستغلال.... انهم يقبلون بدون اي اعتراض الحياة البائسة التي انشئت لهم.تنازلهم عن حقوقهم و قبولهم لحالتهم هما مصدر بؤسهم.هدا هو كابوس العبيد المعاصرين الدين لا يطمحون في النهاية الا الانغماس اكثر في هدا الرقص المروع لنظام الاستعباد.
منظومة القمع تم تحديثها عبر توسيع نطاق كل اشكال الخداع التي يمكنها ان تحجب وضعيتنا كعبيد.عرض الواقع كما هو في الحقيقة وليس كمايتم تقديمه من قبل السلطات هو الجريمة الكبرى....

التهيئة الترابية و السكن

التخطيط العمراني هو الاستيلاء على البيئة الطبيعية والبشرية من قبل الرأسمالية،الدي يتطورمنطقيا إلى ان يصبح هيمنة مطلقة.ويمكنها الان بل من الواجب على الراسمالية ان تغير الفضاء بكليته كانه ملك لها.
وهم يبنون عالمهم بقوة عملهم الاسترقاقي ، ليصبح ديكور هدا العالم السجن الدي يلزمهم العيش داخله.عالم دنئ،بدون مداق ولا رائحة،والدي يحمل في جوفه بؤس نمط الانتاج السائد.هدا الديكور السجن هو في ديمومة بناء لا تنتهي.لا شئ فيه تابث.هدا التغيير المستمر في الفضاء المحيط بنا يجد تفسيره في ارادة محو معمم للداكرة وخلق اللاامان اللدان يجب ان يعيش فيهما الساكنة.فيجب اعادة بناء كل شئ على صورة النظام السائد: يصبح العالم كل يوم اكثر اتساخا و ضجيجا مثل مصنع.
كل قطعة من هدا العالم هي ملك لدولة او فرد معين .هدا السطو الاجتماعي المتمثل في الاستحواد الحصري على كل شبر ترابي يتجسد في انتشارالجدران و الاسوار والحواجز والحدود.....انها دليل ظاهر على هدا التفريق والفصل الدي يغزو كل شئ
ولكن بتوازي مع دلك، الهدف الاكبر لعصرنا البئيس هدا هو توحيد الفضاء حسب مصالح ثقافة السوق،العالم يجب ان يصبح طريقا سيارا ضخما،معقلنا الى اقصى حد،لتسهيل حركة البضائع. لا بد من تدمير أي عقبة ، طبيعية كانت أوبشرية...الماوي التي تكدست فيها هده الكتل المستعبدة هي على صورة حياتهم: انها تشبه اقفاص وسجون وكهوف ولكن على عكس السجناء و العبيد القدامى فمستغل هدا العصر يدفع اجر سجنه ...لانه ليس الانسان بل العالم الدي اصبح شادا وغير طبيعي.

البضاعة

رأس المال،كارل ماركس:
مصطلح بضاعة يظهر في الوهلة الاولى شيئا تافها يفهم معناه من تلقاء نفسه.تحليلنا أظهر على العكس بانه شيء جد معقد يحمل بين تناياه العديد من الاشارات الميتافيزيقية الخفية والمراوغات اللاهوتية
وهكدا ففي هدا المسكن الضيق والكئيب يراكم القن الحديث البضائع الجديدة التي حسب رسائل الاشهارالمنشورة في كل مكان سوف تجلب له السعادة والاكتفاء،ولكن كلما زاد في تراكم هده البضائع كلما اصبح احتمال حصوله على هده السعادة بعيدا.
ما يفيد الانسان ان يحصل على كل شئ ادا فقد روحه

البضاعة،مصطلح ايديولوجي جوهريا،تسلب عمل من انتجها وحياة من يستهلكها.في النظام الاقتصادي السائد ، لم يعد الطلب هو الدي يحدد العرض بل العكس تماما،العرض هو الدي يحدد الطلب.وهكذا ، بشكل دوري ، يتم إنشاء حاجيات جديدة تعتبر بسرعة احتياجات حيوية و من الضروريات الاولية من قبل الغالبية العظمى من السكان: في البداية كانت الإذاعة ، ثم السيارة فالتلفزيون ثم الكمبيوتر والهاتف النقال الآن.كل هذه السلع التي يتم توزيعها على نطاق واسع وفي فترة زمنية محدودة جدا ، تغير بعمق العلاقات الإنسانية:ويتم استخدامها من جهة لعزل الناس عن بعضهم البعض وتفريقهم، ومن جهة اخرى لنشر رسائل و ايديولوجيا النظام السائد.
الاشياء التي كنا نملك نصبح في نهاية المطاف ملكا لها...

مأساة الغداء
في العصر الحديث نجد ان فلان المدة الزمنية التي يعد فيها طعامه محدودة جدا،فانه يفرض عليه ان يبلع بسرعة ما تنتجه الصناعة الكيميو زراعية.انه يتسكع داخل اسواق سوبر ماركت باحثا عن بدائل اغدية مما وافق مجتمع الوفرة الكادبة ان يمنحه له.هنا ايضاليس له سوى وهم الاختيار،الوفرة الظاهرية للمواد الغذائية تحجب فقط تدهور قيمتها الغدائية ومدى الغش الدي اصابها.فهده المنتوجات ليست سوى تلك المكونات المغيرة جينيا،و مزيج من الأصباغ والمواد الحافظة والمبيدات والهرمونات وغيرها من اختراعات الحداثة...المتعة الفورية الانية اصبحت هي قاعدة نمط الاستهلاك السائد,وها نحن نعيش عواقب ونتائج هده الطريقة في الاستهلاك..ولا يعلم غالبيتنا ان العديد من هذه المنتجات ان لم تكن جميعها تدخل ضمن حروب الابادة والامراض وتحديد النسل وانهاك صحة المواطن..والادهى والامر هي حرب الغذاء القادمة...حيث ابتعد الانسان عن انتاج مواده الغذائية الطبيعية مع ندرة الغذاء في العالم...منهج مدروس بحنكة ممن يقودون العالم وراء الستار..
.
تدمير البيئة

"انه لشئ محزن ان لايستمع الانسان لحديت الطبيعة"
فيكتور هيجو.
نهب موارد الكوكب،والانتاج الضخم للطاقة و البضائع،وبقايا ونفايات الاستهلاك الاسرافي والمتباهي،يقلل بدرجة كبيرة من احتمال البقاء على الوجود لكوكبنا وللمخلوقات التي تعيش داخله.ولكن لاعطاء الحرية المطلقة للرأسمالية المتوحشة، فلا يجب ان يتوقف الانتاج .
وهكدا فاليوم نفس هؤلاء الملوثون الكبار هم من يقدم نفسه كمنقدين محتملين للكوكب.فهؤلاء بلهاء الشوبيز الممولين من طرف كبريات الشركات المتعددة الجنسية يحاولون اقناعنا بان تغيير بسيط في نمط عاداتنا في الحياة كفيل بان ينقد الارض من الكارثة.وفي الوقت الدي يشعروننا بالذنب،يستمرون في تلويث بيئتنا و عقولنا.فهذه الاطروحات الايكولوجية المزعومة الفقيرة يتم استعارتها من طرف السياسيين الفاسدين الدين تنقصهم الشعارات الاشهارية.لكنهم يحرصون على عدم اقتراح تغيير جذري في نظام الإنتاج.فما يدعون له مصاصو الدماء هؤلاء، كما هو الحال دائما، تغيير بعض التفاصيل ليبقى كل شئ على ما هو عليه.

العــــــــــــــــمل
العمل بالفرنسية travail مشتق من اليونانية Tri Palium التي تشير الى اداة قديمة للتعذيب.

وللولوج لدائرة الاستهلاك الجنوني، فالعبيد يحتاجون للمال،وللحصول على المال،هم بحاجة الى عمل أي بيع أنفسهم .فالنظام المهيمن جعل من العمل قيمته الاساسية. وبالتالي فالعبيد مجبرون على العمل أكثر باستمرار لأداء بالسلف حياتهم البئيسة.انهم ينهكون في عملهم،يفقدون الجزء الاكبر من قوتهم الحيوية،ويتحملون أسوأ الاهانات.انهم يقضون كل حياتهم في عمل ممل و متعب لصالح البعض.
اختراع البطالة الحديثة كان هدفه الاساسي اخافتهم وجعلهم يشكرون دون توقف النظام الدي يعاملهم بكرم.مادا بوسعهم فعله دون هدا التعذيب المسمى عمل؟وعلى العكس فهده الانشطة الرقية هي ما يسمونه تحررا.ياله من انحطاط وياله من بؤس.
دائما في عجلة من أمرهم بسبب عداد الوقت أو السوط،كل حركة من حركات العبيد يتم حسابها ودلك لمزيد من الانتاجية.التنظيم العلمي للعمل يمثل جوهر سلب العمال منتوج عملهم من جهة و كل الوقت الدي يقضونه في العمل الاوطوماتيكي لانتاج السلع والخدمات.دور العامل يشبه دور الة في مصنع،أو حاسوب في مكتب.فالوقت المؤدى عنه يذهب بدون عودة....وهكدا فكل عامل يتم تخصيصه لمهمة متكررة،فكرية كانت أو بدنية.فهو متخصص في مجاله الانتاجي.وهدا التخصيص ينتشر على مستوى كل المعمورة في اطار مايسمى بالتقسيم العالمي للعمل. التصميم يتم في الغرب والانتاج في اسيا والموت في افريقيا.

استعمار كل قطاعات الحياة الانسانية

الإنسانية باسرها يتم تكييفها على السلوك الإنتاجي.

يقوم تنظيم العمل بتكييف الإنسان على السلوك الإنتاجي، ويتبع هدا السلوك الإنسان أنى حل و ارتحل.
العبيد الجدد بإمكانهم الاكتفاء بالاستعباد داخل رقعة العمل، لكن وبسبب أن نظام الإنتاج استعمر كل قطاعات الحياة،فان العبد الجديد يضيع أوقاته في ممارسة هواياته و اللهو والترفيه و العطل المنظمة...لا تفلت أي لحظة من حياته اليومية من قبضة مراقبة النظام السائد..كل لحظة من حياته استعمرت.انه عبد على الدوام.

الطب التجاري

التدهور المتواصل لبيئته،للهواء الذي يستنشق ،للغداء الذي يستهلك، الإرهاق تحت وطأة ظروف عمله،كل ما يتعلق بحياته الاجتماعية المستعمرة، هي أسباب الأمراض و العلل المعاصرة للعبد الجديد.
انه مريض بسبب وضعيته الاستعبادية، ولا يوجد أي طب يمكنه معالجة مرضه هدا. فقط تحرره الكامل من وضعية الرق التي يعيشها كفيل بتحريره من معاناته.
الطب الحديث لايعرف إلا بلسما وحيدا لأمراض العبيد الجدد: البتر والقطع والجدع....تتم معالجة مرضى الطب التجاري على أساس جراحي أو مضادات حيوية أو معالجة كيماوية.فالطب التجاري يعالج الأعراض فقط ولا يلتفت البتة لأسباب المرض.وهدا مفهوم أكثر من تفسيره: لان البحث عن الأسباب الحقيقية سيؤدي حثما إلى إدانة نظام الاستعباد المسيطر و بالتالي الوقوع في المحظور.
فكما أن النظام حول كل تفاصيل العالم إلى مجرد بضاعة ،فانه جعل من جسدنا أيضا بضاعة، موضوع دراسة و تجارب لمتدربي سحر الطب التجاري، وفار تجارب لعلوم الحياة الجزيئية . فأسياد العالم محتاجون لكل هدا من اجل تسجيل الأحياء كعلامات تجارية محفوظة.
فمعرفة التسلسل الكامل للحمض النووي لمورثات الإنسان و حل الشفرة الجينية البشرية هو الحلقة المفقودة لإستراتجية الاستحواذ النهائي و الهيمنة التامة على الجنس البشري من طرف أسياد العالم.
وهكذا فجسدنا أيضا ،بعد كل الأشياء الأخرى، أصبح ملكا لهم.

الطاعة كطبيعة و غريزة ثانية

من علم النفس..من كثرة طاعة الأوامر،نحصل على ردود فعل استسلامية.

أحسن ما يملك الإنسان يفلت من يده، ورغم دلك فانه يستمر لأنه أصبح معتادا على الطاعة.الطاعة أصبحت غريزته الثانية.الطاعة والإنتاج و الاستهلاك ،هده هي التلاتية التي تستحوذ على حياته.انه يطيع والديه،ثم اساتدته،فأرباب عمله،فأسياده وتجاره...انه يطيع القوانين و السلطة. انه يطيع كل أنواع السلطة و الحكم لأنه يجهل فعل أي شئ آخر غير دلك. العصيان و التمرد يخيفه أكثر من أي شئ آخر .لان العصيان في إدراكه عقوق ،يمثل لديه مخاطرة ومغامرة و تغيير.و كما أن الطفل يفزع عندما لا تبصر عيناه والديه،فان العبد الجديد يشعر بالضياع و يتوه بدون النظام الاستعبادي الذي أنتجه.ولهدا يستمر في طاعة تعبدية عمياء.
انه الخوف الذي جعل منا عبيدا و يبقينا و يرعانا على هده الوضعية.ننحني أمام أسياد العالم، نرضى بحياة الذل و الهوان والبؤس بسبب الخشية.
بيد أننا لدينا ميزة قوة العدد في مقابل هده الأقلية التي تحكمنا.قوتهم هم لايستمدونها من بوليسهم و شرطتهم بل من استكانتنا وقبولنا لوضعيتنا الذليلة.
ونبرر جبننا و خستنا أمام المواجهة المشروعة ضد القوى التي تضطهدنا بخطاب ملئ بالإنسانية المهذبة : خطاب وعظي ...الرفض القاطع للعنف الثوري مثبت في عقول أولئك الذين يعارضون النظام باسم القيم التي لقنها لهم و كيفهم عليها هدا النظام نفسه.لكن هدا النظام لا يتردد في استعمال العنف عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على امتيازاته في السيطرة و الهيمنة.

القمع و المراقبة : المظلة السحرية لنظام الاستعباد
تحت حكم يسجن ظلما،مكان الانسان السليم هو ايضا في السجن.

ورغم ما جاء اعلاه ، يوجد افراد أحرار يفلتون من استعباد الضمائر.لكنهم يوجدون تحت المراقبة. كل شكل من الثورة او المقاومة يتم اعتباره نشاطا شادا او ارهابيا. الحرية مكفولة فقط لمن يدافع على حتمية النظام التجاري.و المعارضة الحقيقية لهدا النظام تدخل فيما يسميه النظام اللاشرعي ، تعمل في الخفاء.وتواجه بكل اشكال القمع الممكنة.و صمت أغلبية العبيد الجدد أمام هدا القمع يجد تبريره في التمويه الاعلامي و السياسي الدي ينكر وجود أزمة في واقع المجتمع .

الاله الجديد : المال
ما كان يعمل من قبل في حب الله، أصبح الآن يعمل في حب المال. أي ما يمنح اليوم الإحساس بالنفوذ و الوليجة الحسنة.

ومثل مضطهدي و مظلومي الماضي ، فالعبد الجديد يحتاج إلى صوفيته و إلهه لتخدير العذاب الذي يشعر به و الألم الذي يثقل كاهله.ولكن اله العبيد الجدد الذي يمنحونه روحهم ليس إلا عدما،قطعة من ورق، سلسلة رقمية ليس لها من معنى إلا لان الجميع قرر أن يعطيها داك المعنى. من اجل هدا الإله الجديد، يدرس العبد الجديد و يعمل ويتحارب و يبيع نفسه.و من اجل هدا الإله الجديد ، فرط في كل قيمه الإنسانية و مستعد أن يفعل أي شئ ...انه يؤمن بأنه ادا حصل على كمية اكبر من المال النقدي فسيتحرر من كل الاكراهات التي تسجنه.كما لو أن امتلاك الأموال يعادل الحرية.
التحرر هو زهد يأتي من السيطرة على النفس.انه مقصد و رغبة و قوة إرادة في الأفعال.انه في الكينونة وليس في المال.و من اجل التحرر يجب التصميم و العزم على العصيان و القطيعة مع عادة و قاعدة العبودية التي لا يجرأ احد على الإشارة لها.
والحالة هده، فان العبيد الجدد مقتنعون بأنه لا وجود لخيار آخر عن النظام العالمي السائد.لقد استسلموا لهدا الوضع لأنهم يعتقدون بأنه لا وجود لبديل عنه.
وهنا تكمن قوة نظام الهيمنة الحالية:نشر و رعاية وهم بان هدا النظام الذي استعمر كل العالم هو نهاية التاريخ.لقد أقنع الطبقة المهيمن عليها بأن التكيف و التلاؤم مع أيديولوجيته هو تكيف مع الواقع كما هو فعلا وكما كان دائما. الحلم بعالم آخر أصبح جريمة مدانة بالإجماع من طرف كل وسائل الإعلام و كل الأنظمة.المجرم عندهم هو في حقيقة الحال دلك الذي يساهم، بنية أو بدونها، في فضح خلل المنظومة الاجتماعية المهيمنة.ولا يوجد جنون أكثر من جنون النظام الاستعبادي المسيطر.

صنم الصورة
"وما يعبدون الا اصناما وما يعبدون الا شيطانا مريداً"
وإلا فليكن معلوما لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته. العهد القديم

أمام كآبة الواقع المنشأ، يقوم النظام المهيمن بغزو مجموع وجدان العبيد الجدد.وهكذا قبل عصا القمع النظامي تقوم مؤسسة الردع بتربية العبيد الجدد مند الصغر. عليهم نسيان وضعهم الاستعبادي، وسجنهم وواقعهم البئيس.فهم يقضون معظم وقتهم الثالث أمام الشاشة التي ترافقهم طيلة حياتهم اليومية. يخادعون بؤس واقعهم ببريق صورة حياة حالمة مصطنعة بالأموال، والأمجاد و المغامرة. لكن أحلامهم هده أيضا تزيد في غمهم و كابتهم.
توجد صور من اجل الكل و في كل مكان.تحمل في طياتها الرسالة الأيديولوجية لنظام الهيمنة السائد في المجتمع الحداثي، تستغل كوسيلة للتوحيد و الدعاية.تكثر و تنمو عددا و كيفا كلما اغتصبت حياة الإنسان.و الطفل هو أول من تستهدفه هده الصور، لان الغاية هي القضاء على الحرية في مهدها.فيربون على الغباء و وأد غريزة النقد و التفكير لديهم.و يتم هدا طبعا بتواطؤ الآباء الدين لا يحاولون مقاومة مد وسائل الاتصال الحديثة.إنهم يشترون بأنفسهم تلك السلع التي تزيد في استرقاق ذريتهم.و يتخلون عن تربية أبنائهم لصالح نظام البلاهة و الرداءة.
توجد صور لكل الأعمار و كل الطبقات الاجتماعية. والعبيد الجدد يخلطون بين هده الصور و بين الثقافة بل حتى بين الفنون. يتم استغلال كل الغرائز حتى الوضيع منها لترويج و صرف مخزون السلع.و هنا أيضا فالمرأة، المستعبدة ضعفين،هي من يؤدي الثمن النفيس.فهي ليست إلا سلعة استهلاكية بخسة القيمة.حتى الثورة أصبحت صورة تباع لتفريغها من محتواها التدميري على النظام السائد.فالصورة اليوم أصبحت الوسيلة الأيسر و الأكثر فعالية للتواصل. يتم بها خلق نماذج و أنماط، نشر الغباوة و البلاهة بين الجموع البشرية، يكذب عليهم طيلة الوقت،يعمم اليأس و الإحباط بينهم. يتم نشر الأيديولوجية التجارية بواسطة الصورة لأنه يوجد هدف وحيد دائما هو :بيع منتوجات أو أنماط حياة، سلوكيات أو سلع، لا يهم ما يباع ولكن يهم البيع في حد ذاته.

الإلهاء و التسلية أفيون العبيد الجدد
التلفزيون يصيب بالغباء من يشاهدها لا من يصنعها.

العبيد الجدد المساكين يتسلون أيضا، لكن تسليتهم ليست إلا الهاء عن مرارة بؤس واقعهم. لقد تركوا حياتهم أن يفعل بها ما يراد و يحاولون اصطناع الاعتزاز بها. يحاولون إظهار رضاهم عنها ولكن بدون جدوى إقناع لأحد.فهم لا يستطيعون حتى خداع أنفسهم أمام بريق مرآة واقعهم الكئيب.و لهذا يضيعون أوقاتهم في مشاهدة بلهاء و أغبياء يدعون إضحاكهم أو إطرابهم، إسعادهم أو إبكاءهم.
يومأ عبر الرياضات الواسعة الانتشار إلى النصر و الفشل، إلى النجاح و القوة التي افتقدها العبيد الجدد في واقع معاشهم.فالحرمان و الكبت المسيطر في واقعهم يدفعهم إلى عيش مثالياتهم بالإنابة أمام شاشتهم السحرية.في حين كان أباطرة روما القديمة يشترون استسلام شعوبهم بالخبز و ألعاب السيرك، فاليوم بواسطة وسائل التسلية والإلهاء الرديئة واستهلاك الفراغ يتم شراء سكوت العبيد الجدد.

سلطة اللغة و اللسان
نحسب أننا نتحكم في الكلمات، لكن الكلمات هي من يتحكم فينا.

الهيمنة على الضمائر تمر عبر الاستعمال المدنس و الفاسد للألفاظ من طرف الطبقة المسيطرة اقتصاديا و اجتماعيا.و لأنه يسيطر على كل وسائل الاتصال فان النظام يقوم بالدعاية للأيديولوجية التجارية عبر التعاريف الجامدة و الجزئية و الانحيازية التي يعطيها للكلمات و الألفاظ.
الكلمات يتم عرضها على أنها محايدة و معانيها من ذاتها.و لكن تحت سيطرة النظام ن فاللغة تشير إلى شئ آخر غير واقع الحياة.
هي قبل كل شئ لغة ادعان و عجز،ولغة القبول و التسليم السلبي بالأشياء كما هي عليه و كما يجب أن تبقى عليه.فالكلمات تخدم التنظيم المسيطر على الحياة،و مجرد استعمالنا للغة النظام يحتم علينا العجز و الادعان.
فقضية اللغة هي محور الصراع من اجل التحرر الإنساني.إنها ليست شكلا إضافيا لأشكال الهيمنة الأخرى ،بل هي قلب المشروع الاستعبادي للنظام التجاري الشمولي المسيطر.
إن إمكانية التغيير الجدري تبدأ بتحقيق استقلال لغوي أي امتلاك وسيلة تواصل فعلي بين الناس.ولهدا فالمشروع الثوري يلتقي بالمشروع الشاعري.في الغليان الشعبي،يستعاد امتلاك اللغة من طرف مجموعات بشرية واسعة.والعفوية الخلاقة تجتاح الكل،و توحدنا جميعا.

وهم الاقتراع الانتخابي و الديمقراطية النيابية
التصويت يعني الاستسلام والتسليم.

بيد أن العبيد الجدد لازالوا يحسبون أنفسهم مواطنين.فهم يعتقدون أنهم يختارون و يقررون من يدير شؤونهم.كما لو أنهم لازالوا يملكون خيارهم.وهم في الواقع لا يملكون إلا وهم خيارهم.فهل تعتقدون انه يوجد فرق مثلا بين الحزب الاشتراكي و الحركة الشعبية في فرنسا أو الديمقراطيين و الجمهوريين في أمريكا أو العمال و المحافظين في بريطانيا او الليبراليين والاسلاميين في بلداننا؟؟؟؟....فلا توجد معارضة لان كل الأحزاب المسيطرة تتفق على الأمر الأساسي و الجوهري وهو الحفاظ على النظام السائد.فلا يوجد حزب سياسي يمكنه الوصول إلى الحكم ليغير المبدأ و العقيدة التجارية الشمولية.
و تلك الأحزاب المرضي عليها هي من يسيطر على المشهد و الواجهة بتواطؤ من وسائل الإعلام. فهي تتشاجر و تتخاصم حول مواضيع ثانوية دون المساس بالمقدس المؤسس له من طرف النظام المهيمن.و تتنافس هده الأحزاب على المقاعد التي سيمنحها لهم نظام البرلمانية التجاري.و هدا التنافس و المناكشة يتم عرضها على جميع وسائل الإعلام لتخفي المناظرة الحقيقية حول نوع المجتمع الذي نريد اختيار العيش في كنفه. التفاهة و المظهر يطغيان على عمق المواجهة الفكرية.كل هدا لا يشبه عن قريب أو عن بعد ما يسمى ديمقراطية...فالديمقراطية الحقيقية هي مشاركة وازنة لكل المواطنين في إدارة شؤون المدينة ...
لكن كل ما يتم ماهو الا... منهج منظومة العبودية الحديثة...
هل اعجبك الموضوع :
التنقل السريع