إذا نظرنا إلى تاريخ ثقافة "الإيمو" فقدعرف بعض الباحثين الإيمو بأنه : "اختصار لمصطلح متمرد ذو نفسية حساسة Emotive driven hardcore punk" ..وقال آخرون : الإيمو " اختصار لـEmotion الانجليزية ، والتي تعني الانفعال والإحساس"..وأطلق في البداية على نوع من الموسيقى التي تبدأ منخفضة وهادئة ثم ترتفع بشدة, ثم أصبحت تسمية لجماعة تتبع نظام لبس معين وموسيقى معينة وتسريحة شعر معينة...وهذه الظاهرة اخذت بالانتشار بين الشباب المراهقين بين عمري 12-17 ومن يتعدى سن 17 سيتخلى عن هذه الجماعة لانه ليس بالسن المطلوب....الايمو ليس لهم ديانة محددة يقول البعض إنهم عبده الشيطان لان الوشم والرسومات التي يرسمونها على أجسامهم توحي إلى الشياطين وهذه الظاهرة "انتشرت في أوربا وأمريكا في 1984، ولم تكن هذه الظاهرة منتشرة في أمريكا في أول 10 سنوات من 1984-1994 حتى أصبحت مشهورة جدا بانتشار موسيقى الروك المعروفة بالحزن والصخب وعلو الصوت وبلغت مراحل لا يمكن تخيلها من حيث الشهرة والانتشار عالميا حيث أصبحت لها أفكار ونشأت لها معتقداتها الخاصة...واصبح لهم فرَق موسيقية كانت تغني أغاني عاطفية ؛ كان لها أثر في جذب الأطفال ، والشباب ، الذين يشعرون بالحرمان ، والهجران , فانبثق عن ذلك فرقة خاصة بأغاني الأطفال , وقد سميت باسم فرقة (Weezer) اشتهرت أغانيها بين الأطفال ، والشباب ، حتى حصل قائد هذه الفرقة على لقب "آلهة الإيمو" , وقد تميزت هذه الفرق وأتباعها بلباس معين ، وشكل معين مميز ، فالملابس ضيقة ، والشعور داكنة محترقة , والمكياج خاص , وقد اكتنف هذه الفرقة جو من الغموض والسرية ظهر بعد ذلك في حادثة أثارت الرأي العام ؛ وهي حادثة انتحار فتاة تدعى "هنا بوند" ، تنتسب لهذه الفرقة , وقد تبين أن لهذه الموسيقى .."الإيمو" ..سبب في إقدامها على الانتحار ...
فقد تبين خلال التحقيق أن هذه الفتاة كانت تناقش روعة الانتحار في صفحتها على الإنترنت ؛ بل شرحت لوالديها بأن إيذاءها لنفسها كان فقط جزءً من كونها "إيمو"؟؟؟ وعلى إثر هذه الحادثة : خرجت تقارير تبيّن خطر فرق " الإيمو " , وأثرها على الأطفال ، والمراهقين , وخصوصاً من يعيش اليتم والحرمان , فقامت بعض الدول بمنع هذه الفرق , وحظرت أي شكل من أشكال "الإيمو" ...
ثم تطورت هذه الفرق الموسيقية إلى اتجاه سلوكي , حتى صارت السمة البارزة لهذه الفرقة : إيذاء النفس ، بتشريط ، وتقطيع الجسم ، عند المعصم ، أو الذراع ، أو الساق ، أو البطن ، أو القيام بحرق الجسم بسيجارة ، أو كبريت مشتعل ...والدافع لهذا الإيذاء : محاولة لتحمل الألم العاطفي ، أو الضغط الشديد من قبَل والديهم - مثلاً - أو المشاكل في العلاقات والحب..وقد تكون نتيجة لمشاعر قوية لا يعرف الشخص كيف يعبر عنها ، كالغضب ، والألم ، والعار ، والاستياء ، أو الإحباط ، أو لفراغ روحي تكون نهايته الإيذاء والانتحار ..
ولاقت ظاهرة الايمو انتشار رهيب في دولنا العربية..واتهمت جماعة "الايمو " بالتوظيف الخاطئ للعاطفة والدعوة إلى الشذوذ الجنسي والإلحاد ، والألم الجسدي بمعنى إذا أصابك ألم نفسي فتنساه بالألم الجسدي وإيذاء الجسد وتعذيبه وان لا غضاضة في المثلية الجنسية!!!! ولكن المثير أن تدخل هذه الجماعة مصر والعراق والسعودية ودول عربية كثيرة وأن ينضم إليها الكثير من الشباب ليصبحوا إيمو متهمين بالشذوذ الجنسي وعبادة الشيطان ولا يبالون بنظرة المجتمع لهم ويتفاخرون بأنهم من شباب الأيمو...
والإيمو تمثل نوعا من الانسحاب والعزلة عن السياق العام المحيط وعدم التعامل معه ، ولهذا فإن الاكتئاب والتشاؤم والحزن من صفات " الأيمو "، ويلبسون في العادة ملابس قاتمة أو سوداء، سراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، أغطية المعصم، وهذه الملابس تحمل أحيانا كلمات من أغاني الروك المشهورة ، أحزمة مرصعة بقطع معدن ، أحذية سوداء وقديمة ، النظارات ذات الأطراف العريضة السوداء ، الحلق في أجزاء الجسد إضافة إلى رسومات الجماجم والألوان القاتمة...ويفضلون الشعر الأسود الداكن جدا أو الأحمر اللون، ويميل ذكور الإيمو إلى قلب شعرهم إلى الأمام الأمر الذي يغطي تقريبا نصف وجوههم، وتميل فتيات الإيمو إلى وضع الكحل بكثافة حول منطقة العينين، إضافة إلى وضع المساحيق الكثيفة والداكنة...
وبصرف النظر عن كونها صرعة لا نعلم من ورائها الا انها تمثل ظاهرة تستدعي الانتباه من مجتمعاتنا ومجابهتها...فاليأس وايذاء النفس وتحطيم الذات والفراغ الروحي احد مناهج الشيطان لتدمير الانسان من الاساس وقتل اي وازع ايماني او بناء سليم للشخصية السوية..فما بال ان يفعل هذا بنشئنا وتستغل بهم فترات نموهم وتقلباتهم لزرع هذه البذور الشيطانية والبعد عن الدين وعن النفس الايجابية والحياة القويمة...
اظن ان على كل الاسر والجهات التربوية التحذير من هذا الامر الذي اصبح ينتشر كغيره انتشار السيل بين ابنائنا...