القائمة الرئيسية

الصفحات

عقيدة الكذب والتمويه أو تَقية الإخوان المسلمين المماثلة لتقية الشيعة.. عقيدة اساسية آمن بها البنا واعتبرها من أصول العمل الحركى؟


عقيدة الكذب والتمويه أو تَقية الإخوان المسلمين المماثلة لتقية الشيعة.. عقيدة اساسية آمن بها البنا واعتبرها من أصول العمل الحركى؟

"اكذب حتى يظن الناس أنك صادق، استخدم ما تشاء من المعاريض، اجعل التَّقية عقيدتك الرئيسية، موّه على خلق الله، لا تكن صريحًا معهم، ضع ضعفك فى خبيئة نفسك وداهنهم حتى يركنوا إليك، لا تظهر عقيدتك الصحيحة لهم، فلو عرفوها لقتلوك أو طردوك أو هجروك، وحينئذ لن تستطيع أن تتسلط عليهم" سفر الشيطان...
للتقية.. او تحليل استخدام الكذب والتمويه للوصول للهدف... قصة مع الإخوان، وهذه القصة مستمرة منذ عهد المؤسس حسن البنا الذى يطلقون عليه الإمام إلى وقتنا هذا، لم يتخل الإخوان عن «تقيتهم» هذه فى أى لحظة من اللحظات، آمن حسن البنا بها واعتبرها أصلا من أصول العمل الحركى للجماعة، وتَقية الإخوان لا تختلف عن تَقية الشيعة فى شىء، فهم يعتبرونها وسيلة من وسائل «التمكين»، يسلكون سبيلها ليتقوا «الأعداء»، ويتوسعون فيها حتى أصبحت أصلا، تَقية الإخوان والشيعة لا فرق بينهما، وهى تختلف قطعا عن «التَّقية الشرعية» فالتَّقية الشرعية هى مجرد فرع من الفروع، بينما هى عند الإخوان والشيعة من الأصول، والتَّقية الشرعية تستخدم مع الكفار لا مع المسلمين، ويقول سيدنا سعيد بن جبير فى ذلك «ليس فى الإسلام تَقية إنما التَّقية لأهل الحرب»، بينما الشيعة والإخوان يستخدمون التَّقية مع غيرهم من المسلمين، والتَّقية الشرعية إنما تكون باللسان فقط، بينما تَقية الإخوان والشيعة إنما تكون باللسان والأفعال... أي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة!!!!
ووثيقة «فتح مصر» التي خطها خيرت الشاطر بيده لتكون صورة للمخطط القادم تكاد تطفح بالتَّقية بصورتها الشيعية، لم تحد عن مفهوم الشيعة للتَّقية قيد أنملة، إذ جاء فيها..ورجاء قرائتها للنهاية:

لا ينبغى لأحدنا أن ينزعج من صيحات أعداء الدعوة وتربصهم بنا وكيدهم لنا، فهذا أمر منطقى اقتضته سنة التدافع بين الحق والباطل، والصراع بين الشر والخير، قال تعالى: «وكذلك جعلنا لكل نبى عدوًّا من المجرمين وكفى بربك هَاديًا ونصيرًا» (الفرقان: 31) كما قال تعالى فى شأن أعداء الدعوة: «ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا» (البقرة: 217).
فى ظل هذا الصراغ والتدافع ينبغى أن يعلم الإخوان:
1- حتمية المحنة مصداقا لقوله تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون» (العنكبوت: 2)، وقافلة الإخوان لم يكن من شيمتها الجبن والخوف والهروب، لأنها كانت وما زالت مستعلية بإيمانها فوق الظروف.
2- وحدة العمل الإسلامى فريضة شرعية، وقد أشار الحاج مصطفى مشهور عليه رحمة الله إلى وجوب توحيد العمل الإسلامى تحت راية واحدة، وأشار الأستاذ فتحى يكن إلى أن وحدة العمل الإسلامى من الفرائض التى نتعبد بها لله، مصداقا لقوله تعالى: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شىء» (الأنعام: 159).
أ- وجوب الصبر عند المحن والابتلاءات.
ب- الخروج من دائرة الصبر السلبى إلى الصبر الإيجابى.
ج- الالتزام بالدعاء لله فى كل الأوقات.
د- إدراك كما أن يكون الصبر عند المحنة يكون أيضا على الطاعة وكما يكون فى الابتلاء يكون فى الرخاء.
هـ- إدراك أن المحن تدارى الأخطاء والرخاء يظهرها.
2- عن وحدة العمل الإسلامى وخطر التعددية:
وقد أجملها فتحى يكن فى الآتى:
أ- أعطت التعددية كثيرا من المسلمين مبررات الهروب من الانتماء الحركى.
ب- فتتت القوى الإسلامية وأضعفتها.
جـ- سهلت على أعداء الإسلام عملية تصفية الاتجاه الإسلامى باستفراد كل كيان على حدة.
د- أفرزت حساسيات ومنافسات لدى أتباع كل تنظيم من آخر.
هـ- أدت إلى تأخر العمل الإسلامى.
من هنا ينبغى علينا أن ندرك وجوب تصفية أى إسلامى آخر إما بضمه وإما بتفريغه وإما باحتوائه مع عدم استعجال النتائج.
كما يجب أن ندرك أهمية أن نظهر أمام الناس فى صورة من يمثل الإسلام وحدنا دون غيرنا حتى تستقر الصورة أمام الجماهير، وبالتالى تنفى تدريجيا عن الآخرين.
1- وجوب استخدام التخفى والتمويه لتحقيق خطة التمكين، كما فعل الرسول (صلى الله عليه وسلم).
2- استخدام المرحلية، أى التدرج فى الخطوات، والمرحلية تعنى إقامة محطات للدعوة كما فعل الرسول (صلى الله عليه وسلم).
1- إقامة قنوات اتصال بين الإخوان والحزب الحاكم وبشخصيات نافذة فى العمل السياسى، وقد تم هذا الأمر، وتم وضعه فى الاعتبار، وهو فى إطار التنفيذ والاستفادة من هذه القنوات فى إتاحة أكبر هامش من الحرية لحركة الإخوان فى الشارع.
2- استخدام طريقة المسكنات والمهدئات مع النظام الحاكم وباقى المؤسسات والأحزاب المدنية.
3- شغل الرأى العام بالإخوان، واستخدام النقد الإعلامى الذى يتم توجيهه إلينا فى خلق حالة من التعاطف حولنا.
4- استثمار التعديل الدستورى وانتخابات الرئاسة فى إثارة حالة من الجدل حول الإخوان.
5- الاستفادة من حالة «الامتداد الإعلامى» والميديا العالمية فى خلق مساحة من الحرية لحركة الإخوان فى المجتمع.
6- الدفع بعدد كبير من الإخوان لخوض الانتخابات البرلمانية والاستفادة من هذا فى طرح اسم الإخوان والشعار على أوسع نطاق والإعلان عن إنشاء مكاتب إدارية للإخوان فى المحافظات.
7- إثارة حالة من الجدل حول شعار الإسلام هو الحل.
8- تجريح المخالفين واتهامهم بالرشوة والعمالة لتحييد معظم المختلفين وإسكات البعض الآخر.
9- موالاة اختراق المؤسسات الصحفية خصوصا الحكومية منها والتوافق مع المؤسسات المستقلة.
10- استثمار الانتخابات فى الدعوة والترويج لحتمية الحل الإسلامى وعالمية الدعوة واستخدام المساجد على أوسع نطاق.
توقيع/ خيرت الشاطر نائب المرشد.
وأكثر الأشياء وضوحا فى هذه الخطة هو ما يتعلق بالتخفى والتمويه، التخفى والتمويه هنا يتعلق كما قالت الخطة بالأهداف، وهذه هى التَّقية بصورتها الشيعية!!.
كانت هذه الخطة هى الطريق المنهجى للإخوان لفتح مصر، لذلك لم يتورع الإخوان عن تزوير انتخابات مكتب الإرشاد عام 2009، وقد أنكر الإخوان التزوير، ولكن الدكتور محمد حبيب والدكتور إبراهيم الزعفرانى فضحا هذا التزوير.
وعندما وعد مرشد الإخوان محمد بديع الشعب المصرى بأنه لن يترشح أحد من الإخوان فى انتخابات الرئاسة، بل قامت الجماعة بفصل ابنها عبد المنعم أبو الفتوح، لأنه خالف قرار الجماعة وقرر خوض الانتخابات، إذ بالجماعة بعدها تقرر خوض انتخابات الرئاسة بمرشح أصلى هو خيرت الشاطر وآخر احتياطى هو محمد مرسى الذى أصبح فى ما بعد رئيسا، وهو الأمر الذى يعتبر نكولا عن الوعد، كتب أحد شيوخ الإخوان ويدعى الشيخ فوزى شداد فى موقع «إخوان أون لاين» يوم 21/4/2011 دراسة شرعية تدور حول جواز النكول عن الحلف والوعد ثم أداء الكفَّارة قياسا على اتفاق المسلمين مع الكفار فى غزوة الخندق، ثم نكولهم عن هذا الاتفاق، وفى الدراسة استدلالات فقهية فاسدة فى غير موضعها وقياس فاسد، لأن فقه الحرب مع الكفار يختلف عن فقه السلام والدولة المسلمة إلا إذا كانوا يعتبرون أن مصر ليس فيها إسلام وأنها دولة حرب مع المسلمين (الإخوان)!! كانت هذه انتقالات قصيرة على قدر الإمكان لبيان أن الإخوان يؤمنون بتَقية الشيعة، لا التَّقية الشرعية التى هى من الفروع عند أهل السنة، وهى رخصة ولا تمارس إلا مع الكفار...

اما عن قصة الإخوان تاريخيا مع التَّقية؟.. فيحدثنا التاريخ أن الجماعة عندما كانت فى بدايتها، وبينما الإنجليز يتلاعبون كما يشاؤون بالملك فؤاد ويحركونه كيفما شاؤوا، يأخذون منه ما يريدون، ويسلبون إرادته حتى صار مطيّة لهم، فكرهه الشعب أيما كراهية، إلا أن الإخوان كانت لهم حاجة عنده وعند نظامه، فضلا عن صلتهم بالإنجليز، تلك الصلة التى أوردها الإخوان فى تاريخهم تلميحا، وأوردها الباحثون تصريحا، لذلك استخدم البنا التَّقية مع فؤاد وهو يخاطب الجماهير، وقال إن الملك فؤاد هو «ذخر للإسلام»!! وأخذ البنا يداعب مشاعر فؤاد وينادى بأن يكون هذا الملك التابع للإنجليز «ليفة للمسلمين».
وبعد أن انتهى عهد فؤاد جاء عهد ابنه فاروق الأول، الذى أصبح ملكًا على مصر، وإذ أراد البنا الاستحواذ على فاروق أرسل إليه فرق الإخوان المسلمين تصطف فى الطرقات لاستقباله وتهنئته على سلامة العودة للبلاد لتسلم الحكم، وتمر السنوات ويقع فاروق فى أتون الفساد، فخرجت المظاهرات ضده منددة بفساده ورعونته ونزقه وعلاقاته النسائية وإدمانه للقمار، إلا أن البنا رسم لنفسه طريق التَّقية فوصف فاروق ساعتها بقوله إنه «ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه».
وعندما تحرك مصطفى النحاس، رئيس حزب الوفد، على المستوى الشعبى والبرلمانى، مطالبا بتقليص الصلاحيات الدستورية للملك فاروق، وخرجت المظاهرات الشعبية من كل الأحزاب والتوجهات السياسية تهتف «الشعب مع النحاس»، فإذا بمظاهرات إخوانية تخرج لهم وكأنها جحافل مختبئة فى كهوف سرية، والغريب أن هتافات الإخوان لم تنضم إلى مظاهرات الوطن، ولم تطالب بما طالب به الشعب، لكنها انحازت إلى فاروق، فأخذت تهتف وكأنها تتعبد لله «الله مع الملك»! وكأن البنا أخذ عهدا على الله أن يكون الله مع الملك!! أو كأنه خرج بهذه المظاهرات، على سبيل التَّقية، باللسان والعمل، ليقترب بها من الملك فاروق صاحب السلطة العليا فى البلاد.
ويستمر التاريخ فى فضح تَقية الإخوان، تلك التَّقية التى استخدموها فى مواجهة المجتمع المصرى بأكمله، حتى إن المؤرخين المحسوبين على جماعة الإخوان، والذين تحالفوا معها فى أوقات كثيرة ومنهم المستشار طارق البشرى أبدوا استعجابهم من موقف الإخوان الذى كان مؤيدا ومتحمسا لرئيس وزراء مصر إسماعيل صدقى، الذى كان ملقبا بـ«عدو الشعب» وعن التحالف بين البنا وإسماعيل صدقى يقول طارق البشرى (مع كل ذلك، يبقى تأييد الإخوان لإسماعيل صدقى عصيًّا على التبرير، من وجهة نظر الحركة الوطنية وصالح الإخوان معا، وصدقى بأى معيار من المعايير هو رجل المصالح الأجنبية فى مصر، ومن الناحية الوطنية لم يؤثر عنه إلا العداء لكل فصائلها، ومن الناحية الديمقراطية هو من هو عداء لها، ومن الناحية الاقتصادية هو ذو العلاقة العضوية الوثيقة برؤوس الأموال الأجنبية، وبالجاليات الأجنبية اليهودية المهيمنة على الاقتصاد وقتها، ولم تكن تنقصه شجاعة الجهر بكل ذلك، ولا تنقصه شجاعة الجهر وحيدا بمعارضته لحرب فلسطين فى 1948، ومن ناحية الإسلام والتغريب، لم يؤثَر عنه أنه تحلى أو تجمل بأىٍّ من آثار الإسلام، فى أى من المجالات).
لم يستطع البشرى تفسير تحالف البنا مع إسماعيل صدقى، مع أن طارق البشرى نفسه تحالف مع الإخوان فى كتابة تعديل للدستور هو الأسوأ فى تاريخ مصر، حتى إن كثيرا من الكتاب وأنا منهم أطلقوا عليه «عدو الشعب»، فهذا التعديل الدستورى كان يخالف المصالح الوطنية بكل المعايير، لكن الذى لم يره البشرى، أن البنا تحالف، باللسان والعمل مع إسماعيل صدقى من باب التَّقية، حتى يستطيع من خلاله الوصول إلى التمكين الذى يراه، تماما مثلما تحالف الإخوان مع البشرى، ليضع لهم مادة فى الدستور تمنع الطعن على قرارات لجنة الإشراف على الانتخابات حتى يسمح للإخوان بالتزوير من خلال آلتهم البشرية الضخمة، فإذا ما تم التزوير عجز الشعب عن الطعن قضائيا على تغيير إرادته ووصل الإخوان للتمكين الذى يريدون!!
ومع إسماعيل صدقى لم يكن الأمر مجرد تحالف فحسب، لكنه كان فعلا بشعا ضد الفطرة وضد الخلق السليم، فعندما شن الديكتاتور إسماعيل صدقى حملة اعتقالات واسعة عام 1946، ثم قام بإغلاق عديد من الصحف التى تعارضه، وكان هذا الفعل بمنزلة تكميم الأفواه حتى تغيب الحقائق عن الشعب ويستطيع هو أن يمضى قدما فى تحقيق مصالح الإنجليز، إذا بصحف الإخوان تصدر وهى تنشر فى عناوينها الرئيسية تأييدا لهذه الاعتقالات وتلك المصادرات!! مبررة ذلك بأن الظروف تحتم هذا الأمر، لأن سلامة المجتمع وحرية الأمة فوق كل شىء! وكانت الكارثة التى رواها المستشار البشرى وكثير من المؤرخين تتمثل فى استقبال الإخوان فى الجامعة إسماعيل صدقى واعتدائهم بالضرب على باقى طلاب الحركة الوطنية، ليمنعوهم من الهتاف ضد صدقى، وكانت الكارثة الأكبر التى تتجاوز كل الأعراف والثوابت الدينية، عندما وقف مصطفى مؤمن، زعيم طلاب الإخوان بالجامعة، خطيبا أمام إسماعيل صدقى، حينها بدأ خطبته مستشهدا بالآية الكريمة «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا»!
أما القصة الواضحة التى تظهر عقيدة التَّقية لدى الإخوان، فهى تبدأ بعبارة شهيرة قالها البنا هى «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، ولهذه العبارة قصة، وهى قصة مرتبطة باغتيالات وتخريب وحرق وقتل، كان الإخوان قد قتلوا أحد المستشارين من رؤساء محاكم الجنايات اسمه المستشار الخازندار، لأنه أصدر حكما بسجن أحد الإخوان، ومن بعده قتل الإخوان النقراشى باشا رئيس وزراء مصر، ثم تم القبض على خلية إخوانية وهم فى سيارة «جيب» يحملون مفرقعات وخططًا لحرق القاهرة، وبدأت النيابة العامة فى التحقيق فى هذه القضية التى عرفت بقضية السيارة الجيب، ولأن القضية كانت بمنزلة مسمار فى نعش الجماعة فى هذا العهد، لذلك حاولت الجماعة التخلص من أدلتها، فتحرك النظام الخاص وكلف أحد أفراده، ويدعى شفيق أنس، بوضع قنبلة حارقة بجانب دولاب حفظ أوراق القضية، إذ قدم نفسه لسكرتير التحقيق على أنه أحد الموظفين من محكمة من محاكم الأقاليم، وأنه مكلف من قبل المحكمة التى يعمل بها بتقديم بعض القضايا إلى النائب العام، ثم وضع حقيبة بها القنبلة بجوار الأرفف، وزعم أنه سيذهب إلى مطعم قريب ليتناول إفطاره، وبعد انصرافه شك الموظف فى الحقيبة، فأعطاها إلى الأمن الذين قاموا بالتخلص منها فى الطريق أمام المحكمة، فانفجرت القنبلة «الزمنية» وترتب على انفجارها مقتل وإصابة بعض المارة الأبرياء، وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام حسن البنا بإصدار بيان يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل، وقال فى بيانه عنهم إنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، وكان مما قاله فى البيان «إن الذين فعلوا هذا ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ولا يستحقون شرف المواطنة المصرية»، وعندما وصل خبر هذا البيان إلى شفيق أنس فى السجن أصابه الإحباط، فهو لم يفعل هذا الفعل عن أمره، لكنه قام به بناء على تكليف من الجماعة، فكيف للجماعة أن تتبرأ منه الآن!!
لا شك أن الحالة النفسية لـ«شفيق أنس» كانت آنذاك فى منتهى السوء، لذلك بادر إلى الاعتراف الكامل بجريمته وبالمحرضين والمساهمين والمشتركين معه، كان وقع هذا البيان أيضا سيئا على عبد المجيد أحمد حسن الذى قام باغتيال محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء، وعن هذا البيان ونفسية القاتل عبد المجيد أحمد يقول محمود الصباغ أحد كبار رجال النظام الخاص (وقد هللت أجهزة الحكومة مدعية أن الغرض كان نسف المحكمة، وبالغت أبواق الاتهام تهيئ الجو للقضاء التام على الإخوان المسلمين، مما اضطر المرشد العام إلى إصدار بيانه «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» ليساعد على تخفيف حدة الضغط على الإخوان، وهو أمر جائز شرعا فى الحرب، كما أوضحنا عند ذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لاغتيال أعداء المسلمين، ولكن الأخ عبد المجيد أحمد حسن لم ينتبه إلى ذلك، وتأثر بالبيان تأثرا قاده إلى الاعتراف على إخوانه).
هذا هو الرأى الذى وضعه محمود الصباغ تبريرا لبيان حسن البنا «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التَّقية، أو الخداع، لأن الحرب خدعة، ثم يقول أن التَّقية هنا جائزة لأنه (أمر جائز فى الحرب) وأجرى محمود الصباغ القطب الإخوانى التاريخى مقارنة فقهية بين قتل الإخوان لمحمود فهمى النقراشى، المصرى المسلم الوطنى الذى كان من قادة الشباب فى ثورة 1919، وبين سرايا أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل أعداء المسلمين، وعاب الصباغ على عبد المجيد أنه لم يفهم التَّقية وغابت عنه فاعترف!! النقراشى فى عيون الإخوان هو أحد أعداء الإسلام، لأنه أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان ومصادرة مقراتها!! وقتله كان إقامة لسنة إسلامية تبيح للمسلم قتل الأعداء فى الحرب، وبيان البنا هو تطبيق لـ«الحرب خدعة»!!
ولعلنا نجد فى قتل الإخوان المستشار الخازندار صورة كاملة للتَّقية، فبعد أن قام تحقيق داخل الجماعة حول هذه الجريمة، وقد كتب الدكتور عبد العزيز كامل فى مذكراته تفصيلات هذا التحقيق، وكذلك كتب محمود عساف سكرتير حسن البنا، ثبت أن البنا هو الذى أمر بقتل الخازندار، وفقا لما قاله عبد الرحمن السندى، رأس النظام الخاص وقتها، حتى إن البنا تعهد بعد التحقيق بدفع دية القتيل، لكن الإخوان نكلوا عن دفع الدية بعد ذلك بمقولة إن هذه الدية تلتزم بها «الحكومة»!! وتظهر التَّقية بعد ذلك بيومين، إذ خرج حسن البنا للإخوان فى لقاء الثلاثاء وهو لقاؤه مع الجماعه من كل أسبوع ليخطب فيهم خطبة تقوى إيمانهم... وفى هذه الخطبة أنكر البنا قيام الجماعه باغتيال المستشار الخازندار!!
قد تنتهى هذه الصفحات ولا تنتهى استدلالاتنا على «تَقية الإخوان» المستمدة من فهم الشيعة للتَّقية، ومع ذلك فإننا لا بد أن نترك التاريخ القديم لندخل إلى تاريخ الجماعة فى العصر الحديث، قبل ثورة يناير وبعدها، فحين كشف بعضهم للرأى العام أن الإخوان عقدوا صفقة مع نظام مبارك عام 2005 خرجت القيادات تقسم بالله العظيم، والعيش والملح «وتُربة أبوهم» أن الإخوان لم يعقدوا صفقة، وأنهم أبرياء من هذه الفرية اللعينة والكذبة المفضوحة، ثم بعد أن مر على السنين سنون، وقامت الثورة المصرية خرج المرشد السابق الرجل الصريح الأستاذ مهدى عاكف وقال: نعم عقدنا صفقة مع النظام السابق عام 2005، وجلسنا مع شخصيات أمنية كبيرة واتفقنا على كل شىء، ثم التزم نظام مبارك بالصفقة فى المرحلة الأولى للانتخابات وقتها، ثم نكل عن الاستمرار فى الصفقة فى المرحلتين الثانية والثالثة!
هل تريدون المزيد من الحكايات الطريفة عن تَقية الإخوان وموقفهم عندما يفتضح المخبوء فى أقبيتهم؟ عندك صفقة بيعة الإخوان لمبارك عام 1987، إذ وقف المستشار مأمون الهضيبى وقت أن كان رئيسا للهيئة البرلمانية، ليعلن بيعة الإخوان لمبارك، وقال فى بيعته «وجدناك شريفا فبايعناك، ووجدناك أمينا فبايعناك، ووجدناك وطنيا فبايعناك»!!!!
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع